حزرررررر فزررررر

التوأم

حسام ووسام ..توأم متطابق في الشكل ، لكنه مثل معظم التوائم مختلف كليا على مستوى المشاعر والصفات الشخصية والسلوك..

حسام شعلة من النشاط الغير موجه بشكل سليم..مندفع وعدواني ..يتكلم كثيرا واذا قفزت الى ذهنه فكرة ولو مجنونة ينفذها على الفور دون ان يهتم كثيرا بالعواقب..

أما وسام فهو وديع وهادئ..ويفكر الف مرة قبل ان يقدم على شئ..وهو بعكس توأمه حسام خجول وانطوائي، ويرفض دائما مشاركة اخيه في مغامراته ويعاني كثيرا من تصرفاته الطائشة..

ومع ذلك فمعظم اصدقاء حسام هم انفسهم اصدقاء وسام..والامر طبعا ليس اختياريا ..فوالداهما يصران على ان يخرجا دائما معا ومن يرد ان يصادق احدهما فلابد ان يصادق الآخر، حتى ولو لم يكن يستلهويه..

ولم يكن في الامر مشكلة كبيرة في مرحلة الطفولة، لان الاطفال عادة متشابهون ويقضون معظم الوقت في اللعب..

أما حين بدأ التوأمان يدخلان مرحلة المراهقة..فهنا بدأت المشاكل بينهما، وخصوصا بسبب العلاقة بالجنس الآخر..فقد كان حسام جريئا في علاقاته ويغازل الفتاة التي تعجبه بعبارات صريحة ومباشرة..

أما وسام فقد كان رومانسيا ويقضي اياما بل شهورا طويلة قبل ان يصارح الفتاة برغبته في الخروج معها ..ولذلك فقد شعر بضيق شديد حين لاحظ أن أخيه الطائش يطارد "غادة" جارتهم في العمارة المقابلة، ويغازلها بكلمات جريئة، وينتظرها أحيانا على ناصية الشارع حين تخرج من المنزل في طريقها الى النادي او للقاء احدى صديقاتها ويظل يحاول ، حتى استجابت لالحاحه ووافقت على مقابلته في كازينو على النيل.

هكذا قال له اخوه..وقال له ايضا انه قابلها في الشارع المظلم الذي يفضي الى الكازينو، لكن وسام لم يصدقه ، خاصة وانه كذب عليه كثيرا من قبل فيما يخص علاقاته العاطفية، ولأن البنت مؤدبة وعاقلة، وفوق كل ذلك تميل له هو وليس لاخيه الطائش..

صحيح انها لم تقل له شيئا يؤكد له هذا الظن ولم ترد ابدا على الاميلات التي يرسلها لها بعد ان عرف عنوان بريدها الاليكتروني من شقيقتها الصغيرة التي جاءت لتلعب مع شقيقته الصغرى، الا أنه يحس من نظراتها له ولهفته حين تلتقيه بالصدفة في اي مكان انها تبادله حبا بحب.

وفكر وسام كثيرا في ان يصارح شقيقه بمشاعره تجاه "غادة" ويطلب منه الابتعاد عنها لانها بنت مختلفة عن البنات اللاتي يعرفهن، لكنه كان يتردد في كل مرة ، حتى استجمع شجاعته في النهاية وحذره بلهجة حادة من ان يتعرض مرة اخرى لغادة..

لكنه فوجئ بحسام يضحك ضحكا هستيريا ، ويخرج له من درج مكتبه خطاباته الملتهبة بالمشاعر بعد ان طبعتها "غادة" وأعطتها له ليرى الى اي مدى وصلت سذاجة أخيه التوأم، ولم تكن هذه هي المفاجأة الوحيدة ، فقد فاجأه أيضا بأن البنت ليست الغادة الحسناء البريئة التي يظنها وأن علاقته به تطورت الى ما هو أبعد من القبل..

أما المفاجأة الكبرى فهي أن الفتاة ستعلن خطوبتها قريبا على صديق لاخيها يعمل في احدى شركات الدعاية، والاغرب أن الخطيب المرتقب تربطه هو الآخر علاقة صداقة بحسام، وهو ما جعل الاخير يشعر بالذنب لاقامته علاقة مع فتاة سيرتبط بها صديق له، وهو ما جعله يقرر قطع علاقته نهائيا بها، والتفكير جديا في تحذير صديقه منها حتى لا يرتبط بها..

واستمع وسام لكل ذلك وهو في حال ذهول تام، لدرجة انه شعر بدوار شديد وان الارض تهتز من تحت قدميه..لكنه تمالك نفسه بصعوبة ..ورفض في البداية ان يصدق ما يقوله له اخوه ، مما اضطر حسام لان يفتح جهاز اللاب توب الخاص به، ويريه صورا له مع "غادة"في أوضاع حميمية..

وهنا ثار وسام وصرخ بشدة في أخيه وأخذ منه اميلاته التي ارسلها لها..ومزقها وانخرط في البكاء من فرط صدمته في "غادة" واحساسه بالضعف والخيانة..وأصر على الانتقام لكرامته الجريحة..وسارع حسام ليحتضن توأمه وهو يشعر لاول مرة بالاشفاق عليه والحقد على الفتاة التي جعلته يشعر بكل هذه المهانة.

وبعد أيام قليلة سمع الحي كله أن "غادة"حاولت الانتحار بعد أن نشر شخص مجهول صورا مبتذلة لها على شبكة الانترنت.




السؤال : من الذي نشر الصور انتقاما من "غادة"..من الجاني؟

خطبها

وانا كمان بقول انه وسام